المشهد الدولي ما بعد حرب غزة: أنماط التفاعلات المستقبلية للقوى الدولية الكبرى في المنطقة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

رئيس وحدة الدراسات الدولية وبرنامج الطاقة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

المستخلص

مثل مشهد عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها "كتائب القسام" (الذراع العسكري لحركة حماس) فجر السابع من أكتوبر 2023، "صدمة كبيرة" لإسرائيل، التي فوجئت بنجاح مقاتلي هذه الكتائب في اقتحام السياج الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي الإسرائيلية، برا وبحرا وجوا، بل ونجاحهم أيضا في تدمير عدد من المعدات العسكرية الإسرائيلية، وأسر المئات من المستوطنين والجنود الإسرائيليين. وفي المقابل، ردت تل أبيب بتنفيذ مشهد بالغ الدموية والبربرية تمثل في عملية "السيوف الحديدية"، وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دخول البلاد في حالة حرب متوعدا بالقضاء على حركة حماس. وفي مشهد ثالث لا يقل أهمية عن المشهدين السابقين، أرسلت الولايات المتحدة إلى منطقة شرق المتوسط حاملتي الطائرات "جيرالد فورد" و"إيزنهاور" وسفنا حربية أخرى وألفى جندي مارينز، بهدف ردع القوى الإقليمية والحيلولة دون توسيع نطاق الحرب أو تحويلها لحرب إقليمية. ثم قامت واشنطن بعد ذلك، بتكوين تحالف "حارس الازدهار"، الذي انضمت إليه أكثر من 11 دولة، بغرض حماية حرية الملاحة في منطقة البحر الأحمر، بعد زيادة الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل أو التي تحمل علمها وفي مشاهد أخرى تكررت كثيرا، تدفق رؤساء دول ووزراء خارجية ودفاع عدد من الدول الغربية إلى تل أبيب على نحو يكاد يشبه في أجوائه وتفاصيله ما حدث مع أوكرانيا بعدما شنت روسيا هجماتها العسكرية عليها في فبراير 2022]. وبالتزامن مع توالي هذه المشاهد المقلقة والمزعجة معا، زاد إدراك العالم بأن امتداد هذه الحرب سيكون مدمرا للجميع، وسيكون له، على الأرجح، انعكاسات سلبية ليس فقط على الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة العربية، وإنما أيضا على حرية الملاحة في الممرات البحرية الموجودة في هذه المنطقة الحيوية للعالم، وبالتالي على تدفق التجارة العالمية وإمدادات الطاقة.
 
 

الكلمات الرئيسية